السبت، 24 سبتمبر 2016

علمني القسام

علمني القسام !
18/12/2014 - بريه خالد
د من عيني، رأيتني أنتحُب في داخلي، وأنا أشاهد أمامي بطلاً قّل نظيره
قبيل الانتهاء من كتاب( رجل لكل الغزاة ) رأيُت دمعة تنُّ
في التاريخ المعاصر يلفظ أنفاَسه الأخيره !
علمني القسام أن أكفر( بسايكس بيكو )، فمنه تعلمُت أن الأرض لله، وأن أنين دمشقُيسئل عنه رجُل المغرِب الأقصى ، وبكاء
الأرملة في جبال صنعاء يستحُث نخوة الرجاِل في الحجاز والشام!
بعد انتهاءه من تعليمه الأزهري وتمّكنه من علوم الشريعة،ُسرعان ما حّول الأقوال إلى أفعال وترجمها من خلال جهاده المقدس
ضد الاحتلال الفرنسي علىُربى الشام!
حوصر الشيخ وُضيق عليه الخناق مع طلابه وتلاميذه المجاهدون، فقرر الرحيل من سوريا إلى حيفا في فلسطين مشيًا على
الأقدام، يقطع الفيافي ويمزُق بيداَء الصمت بخطواته!.
في حيفا كان يعتبر نفسه واحدًا من أهلها - فكما قلُت لكم - فدياُر الإسلام عنده داٌر واحدة كالجسِد الواحد، استطاع الشيخ
ز أركان بريطانيا العظمى
َّ
د إليها الرحال لزيارة وسماع الشيخ الجسور الذي ه
الغريب في غضوِن سنوات أن يجعل من حيفا مدينًةُتشُّ
وعصاباِت اليهود بخطبه وصقيع كلماته، استطاع أنُيربي الرجال، وأنُيخرج البسطاء من وحل جهلهم، وأن يأخذ بيد الشباب
ليكونوا أيقونًة لثورٍة ستأتي يومًا ما!
ل صداها مدى الدهر، قرر أن يجاهد بريطانيا العميلة التي
ُّ
عندما اشتّد العود ونضج العمُل الدؤب، قرَر القسام أن يبدأ ثورًة تظ
مكنت اليهود من رقاِب وأرض وتراب أبناء فلسطين !
في جهاده ضد الظلم والطغيان" انهمر الرصاص، يكتب تاريخًا جديدًا لشعٍب عرف طريقه، ولن يعود ".
رفع القسامَعلم الجهاد والثورة، جعل من نفسه بدايًة لقصة جهاد لن يتوقف إلا بطرد المحتل، كانُيدرُك أن مالديه من رجال
وقوة وعتاد لا يمكنه من هزيمة دولة عظمى كبريطانيا وأشتات اليهود إلا أنه قرر بجهاده أن يحرَك مياه الجهاد، وأن يزرَع في
النفوس حّب الدفاع عن الأرض والعرض، وأن يكون سببًا لجهاٍد سيطوُل أمده!
بعد معركٍة طويلة ارتقت روُح القسام لباريها؛ معلنة بذلك استشهاد بطٍل رمى بذرة الجهاد في أرض فلسطين لُتنبت من بعده رجالاً
لا يهابون الموت يحملون اسمه فوق سفوح الجباِل والسهول !
( رحمك الله يا شيخ عز الدين .. ها أنَت كما علمنا من حالك، من خطيٍب مفوه مصقع تلهب المسجد والنفوس وأنت تعتلي المنبر
متكأ على سيفك، إلى شهيٍد يتكئ على الأعناق وقد روى دعوَته بدمه، فإذا بَك اليوم أخطُب منَك حيًا ).
بعد مدة قصيرة على استشهاد القسام
اندلعت الثورة الفلسطينية الكبرى ..
د الانتداب الغاشم وعصابات المهاجرين ،،
وكان رجاله في مقدمة الصفوف يقودون الجموع ضَّ
ويسطرون أروع البطولات ويكتبون على جبين الزمن أن ما خطط له قائدهم قد أثمر، ولو لم يره، وما زالت صرخته الصادقة في
وجه الغاصبين تتردد في تلك الُربى، لتوقظ النائمين، وتحشد الأحرار ضد كل الغزاة!
وما زال القسام يتردد صداه في ربوع العالم بأسره، من خلال تلاميذه الذين جعلوا منه رمزًا لجهادهم المقدس!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضع تعليقك, شكراً لك